شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه.       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه. إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك
كتاب الروض المربع الجزء الأول
93578 مشاهدة
الصلاة على النبي والدعاء للميت والتسليم

والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- ودعوة للميت والسلام.


هذه من واجبات الصلاة، وحَدُّ الصلاة على النبي أن يقول: اللهم صلِّ على محمد وآل محمد والكاملة: الصلاة الإبراهيمية التي في آخر التشهد كما سبق، إذا أتى بقوله: اللهم صلِّ على محمد وآل محمد كفى ذلك مع أن في آله خلافًا.
كذلك من واجباتها دعوة للميت الحاضر. تقدم أن الدعاء المنقول ينقسم إلى قسمين: خاص وعام، فالدعاء العام قوله: اللهم اغفر لحينا وميتنا وشاهدنا وغائبنا إلى آخره وقوله: أن من أحييته منا فأحْيِه على الإسلام.. إلى آخره فهذا ما يكفي هنا؛ وذلك لأنه لا بد أن تخص ذلك الميت بدعوة، فالدعاء الخاص يبدأ من قوله: اللهم اغفر له وارحمه إلى آخره فإذا دعا له بالمغفرة قال: اللهم اغفر له حصل أو قال مثلا: اللهم ارحمه كفى دعوة للميت أو قال: اللهم أدخله الجنة أو اللهم أنجه من عذاب القبر أو اللهم أنجه من النار أو اللهم ارحمه أو اللهم ارفع درجاته اللهم أجزل مثوبته اللهم تجاوز عن سيئاته أو ما أشبه ذلك.
وقد تقدم بعض الأدعية المأثورة ويلحق بها غيرها، ويذهب بعض العلماء بأن المصلي مُخَيَّر، يختار هذا الدعاء المنقول أو يدعو بغيره؛ لأنه لو كان محددا لَعَلَّمه النبي -صلى الله عليه وسلم- أصحابه، فلما لم يُعَلِّمْه دل على أنه أمرهم أمرا مطلقا بأن يدعوا للميت بما يحضرهم. وأما السلام: تقدم أنه تسليمة واحدة هذا هو المشهور، ويجوز تسليمتان كما تقدم وذهب إليه بعض العلماء وبعض المتأخرين والكل واسع. نعم.